صوت في الصمت: قصة سمية الملهمة
في مدينة تنبض بالحياة، كانت سمية تمشي في ممرات الجامعة بثقة، رغم أنها لم تسمع يومًا ضجيج الأحاديث أو وقع الخطوات. كانت صماء منذ ولادتها، لكن هذا لم يكن حاجزًا يمنعها من الطموح، بل كان دافعًا لتحدي الواقع.
البداية: تحدي الصمت
عندما التحقت سمية بالجامعة، كانت تواجه صعوبات في التواصل مع زملائها وأساتذتها، لكنها لم تستسلم. تعلمت قراءة الشفاه وأتقنت لغة الإشارة، وسرعان ما أصبحت جزءًا من مجتمعها الأكاديمي. لكن بداخلها، كانت تشعر بأن هناك شيئًا أكبر ينتظرها، رسالة لم تُنطق بعد.
التحول: اكتشاف القوة
ذات يوم، صادفت إعلانًا عن حملة تطوعية لتعزيز حقوق أصحاب الهمم، فتقدمت بحماس. كان هناك من يشكك في قدرتها على المشاركة بفعالية، لكنها أثبتت العكس. استخدمت مهاراتها في الترجمة بلغة الإشارة، وساعدت في نشر الوعي حول التحديات التي يواجهها الصم في المجتمع.
خلال الحملة، اكتشفت موهبتها في التحدث أمام الجمهور، ليس بالصوت، بل بلغة الإشارة التي كانت تصل إلى القلوب قبل العقول. بدأت تُلقي محاضرات في الجامعات والمؤتمرات، توصل رسالتها بقوة، وتجعل الجميع يُدرك أن الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، بل في العقول المغلقة.
القمة: صوت لمن لا يُسمع
بعد تخرجها، لم تتوقف سمية عند حدود النجاح الشخصي، بل أرادت تمكين الآخرين. أسست منصة “صوت المساواة”، وهي منصة إلكترونية تُمكن أصحاب الهمم من تطوير مهاراتهم القيادية، وتساعدهم في الوصول إلى مناصب مؤثرة في المجتمع.
اليوم، أصبحت سمية أيقونة للإلهام، تتحدث في مؤتمرات عالمية، وتُطالب بحقوق أصحاب الهمم في العمل والتعليم، وتؤكد أن الصمت ليس ضعفًا، بل يمكن أن يكون أقوى من أي صوت عندما يحمل رسالة تغيير.