Skip to content
المقدمة: البداية كانت صدمة… لكن النهاية كانت نورًا
كثير من الأمهات يبدأن رحلتهن مع أطفالهن من أصحاب الهمم بصدمة، بقلق، بأسئلة لا تنتهي:
“لماذا لا تتجاوب؟ هل تسمعني؟ هل سيكون لها مستقبل؟”
لكن في قلب كل تحدٍ، هناك فرصة… وفي قلب كل أم، طاقة لا تنضب.
هذه قصة “أم ليلى”، التي واجهت الصمت في حياة ابنتها، ثم حولته إلى لغة، حلم، وإنجاز.
قصة لا تروي فقط كيف واجهت إعاقة ابنتها السمعية، بل كيف اكتشفت قوتها، وقدّرت اختلافها.
الفصل الأول: لحظة الاكتشاف
ليلى كانت طفلة جميلة، تبتسم كثيرًا، لكنها لم تكن تلتفت عندما تُنادى باسمها.
كانت أمها تعتقد في البداية أنها “عنيدة”، أو فقط “مشغولة بلعبها”.
لكن مع مرور الوقت، تأخرت ليلى في الكلام، ولم تنطق حتى عمر السنتين.
ذهبت الأم للطبيب، وبعد عدة فحوصات، أخبرها الطبيب بهدوء:
“ابنتك تعاني من ضعف سمع شديد، تحتاج إلى جهاز سمع أو زراعة قوقعة.”
انهارت الأم، وبكت طويلًا، ليس لأن ابنتها لا تسمع، بل لأنها لم تكن تعرف… ولم تلاحظ.
الفصل الثاني: من الإنكار إلى القبول
مرت أشهر كانت فيها الأم تعيش بين الإنكار، الخوف، والإحساس بالذنب.
لكنها قررت أن تتغير، أن تتعلم، أن تحتضن ابنتها كما هي… لا كما كانت تتمنى.
بدأت تبحث عن معلومات، تواصلت مع أمهات أخريات، وسجلت في دورة عن لغة الإشارة.
قالت لاحقًا:
“عندما تعلمت أول خمس إشارات… شعرت أنني أسمع ابنتي للمرة الأولى.”
الفصل الثالث: بداية التواصل
اشترت الأم لوحة مصورة، وبدأت تشير إلى صور الطعام واللعب والنوم.
في البداية، لم تستجب ليلى، لكنها كانت تراقب.
ثم فجأة، أشارت إلى صورة الحليب.
بكت الأم من الفرح، وضمتها قائلة:
“أنا فهمتك! وأنت فهمتيني… أخيرًا.”
كانت تلك أول لحظة حقيقية للتواصل، ومن هنا بدأ العالم يتغير.
الفصل الرابع: التعليم بالتجربة
الأم أدخلت ليلى في مركز سمعي، وبدأت معها خطة علاج نطقي متكاملة.
-
كانت تصاحبها في كل جلسة
-
تسجل التمارين
-
تعيدها في البيت يوميًا
ليلى بدأت تنطق كلمات بسيطة بعد عام، وتمكنت من التعبير عن مشاعرها، رغباتها، وحتى رفضها.
وكانت الأم تكتب في مذكرتها كل يوم:
“كل خطوة صغيرة… تعني أننا نمشي باتجاه كبير.”
الفصل الخامس: البيئة تصنع الفارق
في البيت، صنعت الأم بيئة بصرية كاملة:
-
إشارات مرئية على كل غرفة
-
صور يومية توضح الأنشطة
-
جدول مصور للروتين
الجميع في العائلة تعلّم إشارات بسيطة، وأصبحوا يتحدثون بها معها.
قال والد ليلى:
“كنت أخاف من ألا أسمع ابنتي تناديني… واليوم، تكفيني نظرتها وإشارتها.”
الفصل السادس: الثقة بالنفس تبدأ من التواصل
لم يكن نجاح ليلى في التعلم فقط، بل في الشعور بالقيمة والقدرة.
كلما فهمت أمها مشاعرها، كلما زادت ثقتها بنفسها.
وإن كنت تتساءل كيف تعزز هذا الإحساس عند طفلك، فأنصحك بقراءة هذا المقال المهم:
“تنمية الثقة بالنفس لدى الأطفال ذوي التحديات الخاصة”
فيه خطوات عملية وتجارب حقيقية تُظهر لك كيف تُشعر طفلك بأنه قوي ومحبوب ← اضغط هنا
الفصل السابع: إنجاز غير متوقع
في عمر الخامسة، فازت ليلى في مسابقة رسم للأطفال من ذوي الإعاقة.
لم يكن الرسم مبهرًا في شكله، بل في رسالته.
رسمت أسرتها وهم يتحدثون بلغة الإشارة، وكتبت بإشراف والدتها: “أنتم صوتي.”
قالت الأم يومها:
“كنت خائفة ألا تسمع صوتي… لكن اتضح أنها كانت ترد بطريقتها منذ البداية.”
الخاتمة: ليست “إعاقة” بل “لغة أخرى”
ليلى لم تكن صماء عن العالم، فقط كانت تتحدث بلغة مختلفة.
حين اختارت أمها أن تتعلم لغتها، فتحت لها بابًا نحو الحياة.
كل طفل مختلف… هو فرصة لاكتشاف مسار جديد في الحب والتواصل.