المقدمة: من الفوضى إلى التوازن
الأسر التي تعتني بأطفال مصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) غالبًا ما تشعر بأن يومها سلسلة لا تنتهي من الأزمات.
المواعيد، نوبات الغضب، صعوبة الالتزام بالروتين، وصوت المجتمع الذي لا يتفهم، كلها تجعل الحياة اليومية تحديًا.
لكن قصة “حسين” وعائلته تُظهر كيف يمكن للدعم الأسري – وللدعم النفسي للأهل تحديدًا – أن يغيّر حياة الطفل والأسرة بأكملها.
الفصل الأول: البدايات المرهقة
حسين، طفل في الثامنة، تم تشخيصه بـ ADHD في الصف الثاني الابتدائي.
كان:
-
يقاطع المعلمين باستمرار.
-
يجد صعوبة في الجلوس أكثر من 5 دقائق.
-
يدخل في شجارات مع زملائه بسبب تشتت انتباهه وسرعة انفعاله.
والديه كانا يشعران بالإحباط. كانت الأم تقول:
“كنت أصرخ عليه طوال الوقت… وأشعر بالذنب بعد ذلك.”
الفصل الثاني: نقطة التحول – دعم الأهل لأنفسهم أولًا
بعد استشارة أخصائي سلوك، نصح الأسرة بشيء لم تتوقعه:
“قبل أن نعمل على حسين، علينا أن نعمل على استقراركم النفسي أنتم.”
بدأت العائلة:
-
حضور جلسات دعم نفسي للأهل.
-
الانضمام لمجموعة دعم لأسر تعتني بأطفال ADHD.
-
ممارسة استراتيجيات الاسترخاء (التنفس العميق، تقسيم المهام).
للمزيد عن أهمية الدعم النفسي للأهالي وتأثيره على استقرار الأطفال، اقرأ:
أهمية الدعم النفسي للأهالي وتأثيره على الأطفال ذوي الهمم .
الفصل الثالث: خطة التعامل الجديدة
مع تحسن استقرار الأهل، بدأوا بتطبيق خطة عملية مع حسين:
-
تقسيم المهام الدراسية إلى فترات قصيرة (10 دقائق).
-
استخدام جداول بصرية للروتين اليومي.
-
توفير مساحة للتمارين الحركية بين الأنشطة.
-
تعزيز السلوك الإيجابي بالمكافآت الصغيرة.
-
التعاون المستمر مع المدرسة لتوفير بيئة أكثر تفهمًا.
الفصل الرابع: التغيير في حياة حسين
بعد 4 أشهر:
-
أصبح قادرًا على الجلوس 20 دقيقة في الصف.
-
انخفضت نوبات الغضب بنسبة 60%.
-
بدأ يكوّن صداقات جديدة لأول مرة.
والدته قالت:
“لم يكن حسين هو من تغيّر أولًا… نحن من تغيّرنا، فانعكس ذلك عليه.”
الدروس المستفادة لكل أسرة
-
الأهل هم الأساس: استقرارهم النفسي ينعكس على استقرار الطفل.
-
خطط بسيطة وواقعية أفضل من الوعود الكبيرة.
-
المكافآت الإيجابية أكثر فاعلية من العقاب.
-
التعاون مع المدرسة والأخصائيين يصنع فرقًا كبيرًا.
-
الصبر… لأن التغيير التدريجي هو التغيير المستدام.