المقدمة: لماذا يحتاج أطفالنا إلى أدوات مساعدة؟
كثير من الأطفال من ذوي الهمم يواجهون صعوبات في التواصل، التعلم، أو أداء المهام اليومية بشكل مستقل.
لكن بفضل الأدوات والتقنيات المساعدة، يمكننا تمكينهم ليصبحوا أكثر اعتمادًا على أنفسهم، وأكثر قدرة على التعلم والمشاركة في المجتمع.
في هذه المقالة، سنتعرف على أهم الأدوات والتقنيات المساعدة التي أثبتت فعاليتها، وكيف يمكن للأهالي دمجها في حياة أطفالهم.
كما سنربط بين هذه الأدوات ودور الأخصائيين في توجيه الأسرة نحو استخدامها بالشكل الأمثل.
أولًا: ما المقصود بالأدوات والتقنيات المساعدة؟
الأدوات المساعدة هي أجهزة، برامج، أو وسائل بصرية وسمعية تُستخدم لمساعدة الطفل على:
-
تحسين التواصل (لفظيًا أو بصريًا).
-
تعزيز التعلم الأكاديمي.
-
تطوير المهارات الحياتية والاستقلالية.
-
تخفيف التوتر والقلق من خلال الوضوح والتنظيم.
ثانيًا: أهم الأدوات المساعدة وأمثلة عملية
1. لوحات التواصل المصورة (Visual Communication Boards)
-
لوحات تحتوي على صور وكلمات تساعد الطفل على التعبير عن رغباته واحتياجاته.
-
فعّالة للأطفال غير الناطقين أو الذين لديهم تأخر في النطق.
-
مثال واقعي:
خالد، طفل في الخامسة على طيف التوحد، أصبح قادرًا على طلب الطعام والماء باستخدام لوحة مصورة تحتوي على 20 صورة أساسية.
2. التقنيات الرقمية (الأجهزة اللوحية وبرامج التواصل)
-
تطبيقات AAC (التواصل البديل والمعزز) مثل Proloquo2Go أو Avaz.
-
تساعد الطفل على تكوين جمل، التعبير عن أفكاره، وحتى التعلم الأكاديمي.
-
مثال واقعي:
ريم، طفلة صماء، تستخدم جهازًا لوحيًا مزودًا بتطبيق يترجم الإشارات إلى نصوص وصوت، مما مكنها من التواصل مع زملائها في الصف.
3. الجداول الزمنية البصرية (Visual Schedules)
-
لوحات تعرض تسلسل الأنشطة اليومية (مثل الاستيقاظ، الأكل، الدراسة).
-
تقلل القلق الناتج عن التغيرات، وتساعد الطفل على التنبؤ بالخطوات القادمة.
-
مثال واقعي:
يوسف، يعاني من اضطراب فرط الحركة، أصبح أكثر التزامًا بعد أن بدأت والدته باستخدام جدول مصور للروتين الصباحي.
4. الأدوات الحسية (Sensory Tools)
-
مثل الكرات المطاطية، الأرجوحات، والسترات الضاغطة.
-
تساعد على تهدئة الأطفال الذين لديهم فرط أو نقص في الاستجابة الحسية.
-
مثال واقعي:
فاطمة، 7 سنوات، صارت أكثر تركيزًا في الصف بعد استخدام كرة توازن للجلوس أثناء الدراسة.
5. الأجهزة الداعمة للتعلم الأكاديمي
-
أقلام قراءة إلكترونية (تساعد الأطفال ضعاف البصر).
-
برامج تحويل النص إلى كلام (لمن لديهم صعوبات تعلم).
-
أدوات الكتابة المريحة لذوي الإعاقات الحركية.
ثالثًا: كيف تختار الأداة المناسبة لطفلك؟
1.تقييم شامل مع أخصائيي النطق والتأهيل
الأخصائي يساعد في تحديد احتياجات الطفل بدقة، ويقترح الأدوات التي تناسب مستواه.
لذلك من المهم الاطلاع على دليلنا:
“كيفية اختيار أخصائيي النطق والتأهيل المناسبين لأطفالكم” ← اضغط هنا
2.التجربة والتدرج
ابدأ بأداة واحدة، وراقب استجابة الطفل قبل إضافة أدوات أخرى.
3.تدريب الأسرة والطفل
التقنية وحدها لا تكفي، يجب أن يعرف الجميع كيف يستخدمونها.
4.التحديث المستمر
احتياجات الطفل تتغير مع الوقت، لذلك قد تحتاج الأدوات إلى تعديل أو استبدال.
رابعًا: دور الأهل في نجاح استخدام هذه الأدوات
-
الالتزام بالتدريب اليومي: حتى 10 دقائق يوميًا تصنع فرقًا.
-
التعاون مع المدرسة: تأكد أن المعلمين يستخدمون نفس الأدوات في الصف.
-
تعزيز الاستقلالية: شجع الطفل على استخدام الأداة بنفسه قدر الإمكان.
-
الاحتفال بالإنجازات الصغيرة: كل خطوة نجاح تزيد ثقة الطفل بنفسه.
خامسًا: تجربة واقعية – “ليلى واستقلاليتها باستخدام التكنولوجيا”
ليلى، طفلة تبلغ 8 سنوات مصابة بشلل دماغي خفيف.
واجهت صعوبة في الكتابة، مما أثر على أدائها الأكاديمي وثقتها بنفسها.
بعد استشارة الأخصائي، بدأت باستخدام جهاز لوحي مزود بلوحة مفاتيح تكيفية وبرنامج تحويل الكلام إلى نص.
خلال 4 أشهر:
-
أصبحت تقدم واجباتها المدرسية بنفسها.
-
استرجعت ثقتها بنفسها.
-
بدأت تطمح لتعلم البرمجة البسيطة.