“سامي وأغنية المطر”
في أحد أحياء المدينة الهادئة، كان هناك طفل يُدعى سامي، يبلغ من العمر ثماني سنوات، يتمتع بابتسامة دافئة ونظرة عميقة مليئة بالحياة. كان سامي يعاني من ضعف في السمع منذ ولادته، لكنه لم يسمح لهذا التحدي بأن يحجب شغفه الكبير بالأصوات والموسيقى.
كانت والدته تقول دومًا: “سامي لا يسمع مثلنا، لكنه يشعر بالصوت بطريقة لا يدركها سوانا.” كانت تدعمه في كل شيء، وتستخدم لغة الإشارة للتواصل معه، وتقرأ معه القصص كل ليلة مستخدمة تعبيرات وجهها لتوصيل المعنى، وتصف له الأصوات التي لا يسمعها، فيتخيلها هو بطريقته.
في أحد أيام الشتاء، وبينما كانت السماء تتلبد بالغيوم، جلس سامي بجانب النافذة يراقب حبات المطر وهي تتساقط على الزجاج، ثم ركض إلى والدته وكتب لها على ورقة:
“كيف يبدو صوت المطر؟”

ابتسمت أمه بحنان، ووضعت يده على النافذة، ثم قالت له بلغة الإشارة:
“حاول أن تشعر بالاهتزاز، هذه هي موسيقى المطر.”
أغمض سامي عينيه، وبدأ يتخيل الأمر. في خياله، كانت كل قطرة تصدر نغمة مختلفة، وكأن المطر يعزف سيمفونية خاصة له. جلس بعدها وأمسك دفتره وبدأ يرسم: مطرًا يتساقط في نغمات، شجرة ترقص على إيقاعه، وأطفال يركضون في البرك المائية يضحكون.
في اليوم التالي، قررت معلمته في مركز أصحاب الهمم أن تُقيم نشاطًا فنيًا عن “صوذوي الهممت الطبيعة”، وكان سامي متحمسًا. عرض رسوماته، وشرح عبر الإشارة ما تخيله من صوت المطر. اندهش الجميع من قدرته على نقل إحساسه رغم أنه لم يسمع الصوت أبدًا.
بعد النشاط، طلبت المعلمة من الأطفال أن يؤلفوا كلمات أغنية عن المطر. كتب سامي أغنية قصيرة وسماها: “أغنية المطر الذي لم أسمعه، لكني أحببته.”
غنتها زميلته سارة، وكان كل من في القاعة يشعر وكأنهم يسمعون قطرات المطر من جديد، ولكن هذه المرة بأذن سامي ووجدانه.
في نهاية اليوم، كتبت المعلمة في دفتر ملاحظاتها:
“سامي لم يسمع المطر، لكنه علمنا كيف نشعر به.”
رسالة القصة:
سامي يمثل كل طفل من ذوي الهمم الذي يرى العالم بعدسة مختلفة، لا تعوقه التحديات بل تصقل خياله وتفرده. ومن خلال الدعم، الحب، والتمكين، يمكن لأطفالنا أن يعبروا عن أنفسهم ويضيفوا للعالم لمستهم الخاصة.
هل مرّ عليكم موقف حسّيتوا فيه بالأشياء بدل ما تسمعوها؟ شاركونا تجربتكم 💬