النطق والتأهيل المناسبين لأطفالكم

قصة انتقال ناجح لطفل على طيف التوحد إلى التعليم العام

المقدمة: من العزلة إلى الصف الدراسي

كثيرًا ما تخشى الأسر من فكرة دمج أطفالها المصابين

باضطراب طيف التوحد في التعليم العام.
الخوف من الفشل، الرفض الاجتماعي، أو عدم التكيف يجعل هذه الخطوة صعبة.
لكن قصة “آدم” تُظهر أن الدمج ممكن، بل قد يكون نقطة تحول في حياة الطفل والأسرة.

 

 

الفصل الأول: البداية كانت مليئة بالمخاوف

آدم، طفل في السابعة، تم تشخيصه بالتوحد منذ كان عمره عامين.
كان يتلقى جلسات تدخل مبكر وعلاج سلوكي، لكن والدته كانت تتردد في إدخاله إلى مدرسة عادية.

كانت تقول:
“هل سيتقبله الأطفال؟ هل سيتمكن من مجاراة الدروس؟”

لكن الأخصائيين شجعوها على المحاولة، بعد إعداد خطة واضحة.


الفصل الثاني: التحضير خطوة بخطوة

قبل بداية العام، بدأت الأسرة خطة شاملة:

  1. زيارة المدرسة عدة مرات ليتعرف آدم على المكان.

  2. قصص اجتماعية مصورة تصف له كيف سيكون يومه الدراسي.

  3. تدريب على الروتين (الاستيقاظ، ارتداء الزي، تجهيز الحقيبة).

  4. تمارين اجتماعية مع أطفال الجيران لتدريبه على التفاعل.

هذه الخطة مستوحاة من استراتيجيات تهيئة المدرسة التي شرحناها في مقالنا:
“التحضير للمدرسة: خطوات عملية لتهيئة الطفل نفسيًا وسلوكيًا”
اضغط هنا 


الفصل الثالث: اليوم الأول

في أول يوم، كان آدم مترددًا. تم تعيين معلمة مساعدة لمرافقته في الحصص الأولى.
لم يُشارك في الأنشطة كثيرًا، لكنه جلس بهدوء، وتعرف على صديق جديد اسمه “حسام”.

قالت المعلمة:
“كان خجولًا، لكنه مهتم بمراقبة كل شيء. منحناه وقتًا دون ضغط.”


الفصل الرابع: التحديات التي واجهها

  • حساسية من أصوات الجرس العالية

  • صعوبة في متابعة التعليمات المعقدة

  • انسحاب عند الأنشطة الجماعية

كيف تم التعامل؟

  • وفّرت المدرسة سماعات أذن خاصة لتخفيف الضوضاء.

  • قُسّمت التعليمات إلى خطوات صغيرة مصورة.

  • خُصص له “ركن هادئ” يلجأ إليه عند الحاجة.


الفصل الخامس: التحسن التدريجي

بعد ثلاثة أشهر:

  • بدأ آدم يشارك في حصص الفن والموسيقى.

  • صار يستخدم جملًا أطول في الحديث.

  • تفاعل مع ثلاثة أصدقاء جدد.

قالت والدته:
“لم أصدق حين رأيته يركض في ساحة المدرسة وهو يضحك. شعرت أن كل الجهد كان يستحق.”


الفصل السادس: رسالة للأسَر

قصة آدم تُظهر أن الدمج ليس فقط ممكنًا، بل قد يكون نقطة انطلاق جديدة.
لكن النجاح يحتاج إلى:

  • خطة تحضير واضحة

  • تعاون الأسرة والمدرسة

  • صبر ودعم مستمر

الخاتمة: كل طفل يستحق فرصة

دمج الأطفال من ذوي الهمم ليس مجاملة، بل حق وفرصة للنمو.
قد تكون البداية صعبة، لكن قصص مثل قصة آدم تذكّرنا أن الصبر، التخطيط، والتعاون يمكن أن يحولوا الخوف إلى نجاح.